شعاع الإيمان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شعاع الإيمان

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33) فصلت
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 صور من توقير السلف للرسول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ABOUHAYDER

ABOUHAYDER


ذكر عدد الرسائل : 430
الموقع : مكان ما
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

صور من توقير السلف للرسول Empty
مُساهمةموضوع: صور من توقير السلف للرسول   صور من توقير السلف للرسول Icon_minitimeالسبت 30 مايو - 0:05


صور من توقير السلف للرسول
إبراهيم بن محمد الحقيل


لقد عرف السلف الصالح فضل النبي صلى الله عليه وسلم عليهم فأنزلوه المنزلة التي يستحقها ، آمنوا به وأحبوه وصدقوه وأطاعوه ووقروه وعزروه ولم يعبدوه من دون الله تعالى كما فعلت النصارى مع ابن مريم عليه السلام.
وأخبار الصحابة رضي الله عنهم في ذلك مستفيضة ، وأخبار التابعين وتابعيهم فيه كثيرة.ومن أمثلة ذلك:
أولاً: التأثر عند ذكره عليه الصلاة والسلام: ولهم في ذلك أخبار كثيرة، ومواقف عجيبة جداً، منها:
1- أن أحدهم يبكي إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عنده محبة له وتوقيراً وإجلالاً، سئل الإمام مالك رحمه الله تعالى: (متى سمعت من أيوب السختياني؟ فقال: حج حجتين ، فكنت أرمقه ولا أسمع منه ، غير أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى أرحمه ، فلما رأيت منه ما رأيت ، وإجلاله للنبي صلى الله عليه وسلم كتبت عنه)(1).
2- أن هذا الإجلال للنبي صلى الله عليه وسلم كان سجية عند السلف الصالح ؛ لأنهم قد عرفوا قدره ومنزلته ، وعلموا ما له من الفضل عليهم ، كما حدث بذلك الإمام مالك رحمه الله تعالى عن جماعة من شيوخه رأى من حالهم ما رأى عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ، روى مصعب بن عبد الله رحمه الله تعالى فقال: كان مالك إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه, فقيل له يوماً في ذلك ، فقال: (لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون ، لقد كنت أرى محمدَ بنَ المنكدر وكان سيد القراء لا نكاد نسأله عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه ، ولقد كنت أرى جعفر بن محمد وكان كثير الدعابة والتبسم فإذا ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم اصفر لونه، وما رأيته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة.... ولقد كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيُنظر إلى لونه كأنه نزف منه الدم، وقد جف لسانه في فمه ؛ هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولقد كنت آتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذُكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع ، ولقد رأيت الزهري وكان لمن أهنأ الناس وأقربهم فإذا ذكر عنده النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه ما عرفك ولا عرفته ، ولقد كنت آتي صفوان بن سليم وكان من المتعبدين المجتهدين فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكى ، فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس ويتركوه)(2).
3- كان الحسن البصري رحمه الله تعالى يبكي إذا حدث بحديث الجذع الذي بكى لما فارقه النبي صلى الله عليه وسلم ويقول: يا عباد الله ، الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ شوقاً إليه لمكانه من الله تعالى ، فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه)(3).
ثانياً: توقيرهم له بعد موته كتوقير الصحابة له في حياته
كان من المستقر عند سلفنا الصالح رحمة الله تعالى عليهم : توقير النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته كتوقير الصحابة رضي الله عنهم له في حياته ، فلا يرفعون أصواتهم في مسجده إجلالاً وتوقيراً له عليه الصلاة والسلام، ومن أمثلة ذلك:
1- لما رفع رجلان أصواتهما في مسجده صلى الله عليه وسلم في عهد عمر رضي الله عنه استنكر عمر ذلك؛ كما روى السائب بن يزيد رحمه الله تعالى فقال: (كنت قائماً في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب فقال: اذهب فأتني بهذين ، فجئته بهما ، قال: من أنتما أو من أين أنتما ؟ قالا: من أهل الطائف ، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما ، ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم !!)(4), وهذا الأثر يدل على أن المستقر في عصر الصحابة والتابعين عدم رفع أصواتهم في مسجده عليه الصلاة والسلام؛ ولذلك أنكر عمر رضي الله عنه وقوع ذلك من هذين الرجلين.
2- كان بعض التابعين يرى أن رفع الصوت في مجالس الحديث كرفع الصوت عند النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن الحديث حديثه عليه الصلاة والسلام ، قال حماد بن زيد رحمه الله تعالى: ( كنا عند أيوب السختياني فسمع لغطاً فقال: ما هذا اللغط ؟ أما بلغهم أن رفع الصوت عند الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كرفع الصوت عليه في حياته)(5).
3-كان من توقير سلفنا الصالح للنبي صلى الله عليه وسلم أنهم لا يحدثون بحديثه إلا وهم على أحسن حال وهيئة ، ويربون أتباعهم على ذلك ، قال أبو سلمة الخزاعي رحمه الله تعالى: ( كان مالك بن أنس إذا أراد أن يخرج ليحدث توضأ وضوءه للصلاة ، ولبس أحسن ثيابه ، ولبس قلنسوة ، ومشط لحيته ، فقيل له في ذلك ، فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم)(6).
4- وصف أحمد بن سنان مجلس وكيع بن الجراح في التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : (لا يُتحدث في مجلسه، ولا يُبرى قلم، ولا يَتبسم، ولا يقوم أحد قائماً، كانوا في مجلسه كأنهم في صلاة فإن أنكر منهم شيئاً انتعل ودخل)(7).
5-مرَّ الإمام مالك على أبي حازم وهو يحدث فجازه ، فقيل له ، فقال: (لم أجد موضعاً فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قائم)(Cool.
6- كان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك فإذا جاء الحديث خشع(9).
7- جاء عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه سئل عن حديث وهو مضطجع في مرضه فجلس وحدث به ، فقيل له: وددت أنك لم تتعن، فقال: كرهت أن أحدث عن رسول الله وأنا مضطجع(10).
8- وسئل ابن المبارك رحمه الله تعالى عن حديث وهو يمشى فقال: ليس هذا من توقير العلم(11).
حادثة عجيبة للإمام أحمد
أخبار سلفنا الصالح في توقير النبي صلى الله عليه وسلم واحترامه وتعظيمه غزيرة، وأحوالهم فيه عجيبة، ومن أعجب شيء يروى في ذلك:
ما جاء عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى لما امتحن في فتنة خلق القرآن ، وتعاقب ثلاثة من خلفاء بني العباس المأمون والمعتصم والواثق على امتحانه وسجنه في ذلك، وهو ثابت على الحق لم يغير ولم يبدل ، وحُمل رحمه الله تعالى إلى مجلس الواثق مقيداً في أغلاله ، وناظرهم وهو على تلك الحال فخصمهم ، وقطع حجتهم ، وأبطل مكيدتهم، وفتح الله تعالى على قلب الخليفة الواثق فعلم صدق الإمام أحمد ، وكونه على الحق، فأمر أن يفك قيده ، ففك وأخذه الإمام أحمد، فنازعه إياه السجان ، فأمر الواثق أن يدفع القيد إلى الإمام فدفع إليه، فسأله الواثق عن سبب أخذه ، فأخبره أنه ينوي به أن يخاصم به من ظلموه عند الله تعالى يوم القيامة، وقال رحمه الله تعالى: أقول: يا رب سل عبدك هذا لم قيَّدني وروع أهلي وولدي وإخواني بلا حق أوجب ذلك علي!! وبكى الإمام أحمد فبكى الواثق وبكى من في المجلس، ثم سأله الواثق أن يجعله في حِلٍّ وسعة مما ناله على يديه فقال له الإمام أحمد رحمه الله تعالى:والله يا أمير المؤمنين لقد جعلتك في حِلٍّ وسعة من أول يوم؛ إكراما لرسول الله صلى الله عليه وسلم إذ كنت رجلا من أهله)(12).



------------------
1- التمهيد لابن عبد البر(1/340).
2- الشفاء للقاضي عياض(2/41-42) وعنه ابن تيمية في الفتاوى(1/227).
3- أخرج قول الحسن أبو يعلى(2756) وابن حبان(6507).
4- رواه البخاري(458).
5- الجامع لأخلاق الراوي للخطيب(332).
6- تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر(731) والجامع لأخلاق الراوي(903).
7- الجرح والتعديل لابن أبي حاتم(1/232). وورد مثله أيضا عن عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله تعالى.
8- العلل الصغير للترمذي (ص748) والحلية(6/318).
9- تاريخ ابن عساكر(53/207).
10- المدخل إلى السنن الكبرى للبيهقي(693).
11- المصدر السابق(696).
12- تاريخ بغداد للخطيب(10/78) وسير أعلام النبلاء(11/315).[url][/url]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://choaa.mam9.com
 
صور من توقير السلف للرسول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السلف وغض البصر
» نماذج من تأثر السلف الصالح بالقرآن

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شعاع الإيمان :: المنتدى الاسلامي :: منتدى السنة النبوية-
انتقل الى: